هذا هو خيار المقاومة الفلسطينية بعد قرار الاحتلال الأخير في غزة

09 Aug 2025
تدخل حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة مرحلة أكثر تصعيدًا بعد إعلان حكومة الاحتلال موافقتها على خطة للسيطرة على مدينة غزة، في إطار خطة أوسع ترمي إلى احتلال القطاع بأكمله، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة ومعطيات ميدانية تنذر بتطورات دامية.
وقد أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فجر الجمعة، أن المجلس الوزاري المصغر قد صادق على مقترح السيطرة على مدينة غزة، مشيرًا إلى أن الجيش يستعد لتنفيذ العملية العسكرية مع تقديم ما سماها “مساعدات إنسانية للمدنيين خارج مناطق القتال”، في تلميح إلى نية واضحة لإفراغ المدينة من سكانها.
في المقابل، اعتبر الخبير العسكري العميد إلياس حنا أن المقاومة الفلسطينية في غزة لا تملك سوى خيار واحد، وهو القتال والدفاع، في محاولة لشراء الوقت واستنزاف الاحتلال، وذلك من أجل دفع القيادة الإسرائيلية إلى مراجعة قرارها السياسي وتكتيكاتها العسكرية.
وأشار حنا، خلال تحليله للموقف العسكري على قناة الجزيرة، إلى أن حجم الدمار الهائل الذي طال الأحياء الشرقية للمدينة يعكس الاستعداد الإسرائيلي للسيطرة على غزة بين محوري مفلاسيم ومونتساريم. كما لفت إلى وجود تعزيزات عسكرية كبيرة في محيط القطاع، وهو ما يضع المقاومة أمام تحدٍ غير مسبوق في ظل الحصار والتضييق المستمر.
وأضاف الخبير العسكري أن الهدف الإسرائيلي الواضح هو إحداث تدمير واسع في البنية التحتية، مع التمهيد لعملية تطويق شامل للمدينة، قد تفضي إلى تهجير نحو مليون فلسطيني نحو الجنوب، في إطار ما وصفه بخطط “الهندسة الديموغرافية” التي طرحها رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير على القيادة السياسية.
وعن عملية “عربات جدعون”، التي كانت بمثابة الزحف البري التدريجي داخل القطاع، أوضح حنا أنها انتهت بعد تكبّد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية وصلت إلى خمسين جنديًا وضابطًا، ما دفع إسرائيل إلى إعادة تقييم تحركاتها وخططها التكتيكية.
ورغم مرور أشهر على بداية العدوان، لم تتحقق الأهداف الكبرى التي وضعتها إسرائيل منذ البداية، وهي: القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، نزع السلاح من القطاع، استعادة الأسرى الإسرائيليين، وفرض السيطرة الكاملة على غزة لضمان عدم تشكل أي تهديد مستقبلي.
وتأتي هذه التصريحات والتطورات بعد أن عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي عن خيبة أمله من النتائج الحالية، معتبرًا أن العمليات في شكلها الحالي لم تحقق المطلوب، خاصة في ما يتعلق بملف الأسرى، حيث صرّح في وقت سابق لصحيفة يديعوت أحرونوت أن “العمليات الحالية فاشلة”، وأن إسرائيل “تسعى لهزيمة حماس لا لإبقائها”.
في ظل هذه المعطيات، تبقى غزة على أعتاب مرحلة دموية جديدة، حيث تستعد إسرائيل لاجتياح مركز المدينة في وقت يعاني فيه القطاع من أوضاع إنسانية كارثية. وتُطرح تساؤلات كثيرة حول مدى قدرة المقاومة على الصمود، وحول حجم الخسائر التي يمكن أن يتكبدها الطرفان في حال تنفيذ العملية المرتقبة.