تحركات أوروبية لتعليق عضوية إسرائيل كروياً بعد تقرير أممي يؤكد الإبادة في غزة

تحوّل تقرير لجنة التحقيق الأممية، الذي خلص بشكل صريح إلى أنّ إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، إلى نقطة ارتكاز دفعت غالبية أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إلى تبني موقف غير مسبوق، يتمثل في دعم مقترح تعليق عضوية إسرائيل من المنافسات القارية. خطوة وُصفت بأنها أخلاقية قبل أن تكون رياضية، وتجسّد صحوة الضمائر الحيّة داخل أروقة الرياضة الأوروبية.

هذا التحرك جاء ليؤكد أنّ عالم الرياضة، الذي طالما رفع شعار “اللعب النظيف” و”رفض التمييز”، لم يعد بمقدوره أن يغض الطرف عن الجرائم التي توثقها المنظمات الدولية يوماً بعد يوم. فالأمر لم يعد مجرد خلاف سياسي، بل مسألة إنسانية تتعلق بحقوق شعب يُباد تحت أنظار العالم.

في المقابل، اختار المطبعون الصمت المريب، متجاهلين مسؤولياتهم الأخلاقية، بل وعاجزين حتى عن اتخاذ خطوة رمزية بتجميد علاقاتهم مع كيان يواجه اتهامات بالإبادة الجماعية. صمتٌ اعتبره متابعون بمثابة وصمة عار على جبين من يتشدقون بالدفاع عن حقوق الإنسان، فيما لا يتجاوز فعلهم حدود بيانات باهتة أو مواقف انتقائية.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة الأوروبية، إن تكللت بالنجاح، ستشكل منعطفاً تاريخياً في علاقة الرياضة بالقضايا العادلة، وستفتح الباب واسعاً أمام اتحادات دولية أخرى لاتخاذ إجراءات مماثلة، على غرار ما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا سابقاً. فالتاريخ لا يرحم، وذاكرة الشعوب تحفظ جيداً من وقف مع المظلوم، ومن اختار الاصطفاف مع القاتل بالصمت أو التبرير.