الزعيم الدرزي جنبلاط يحذر من استغلال إسرائيل لدروز السويداء

17 Jul 2025
في ظل تصاعد التوترات الاجتماعية والسياسية التي تعرفها محافظة السويداء جنوب سوريا، وجّه الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، رسائل واضحة خلال اتصال هاتفي مباشر مع التلفزيون السوري الرسمي، شدّد فيها على ضرورة تفويت الفرصة على الأطراف الخارجية التي تسعى لاستغلال الحراك الشعبي.
وقال جنبلاط: “إسرائيل لا تحمي الدروز في السويداء، بل تستخدم بعضًا من ضعفاء العقول للقول إنها تحميهم”، في اتهام مباشر لمحاولات إسرائيلية لاختراق البيئة الدرزية واستغلال ظروف الاحتقان لفرض خطاب يصب في خدمة مصالحها الاستراتيجية.
وأشار الزعيم الدرزي إلى أن هذه المحاولات ليست جديدة، مسترجعًا تجربة الحرب الأهلية اللبنانية، حيث قال: “أحد أسباب الحرب الأهلية في لبنان أن إسرائيل ادعت بأنها تحمي البعض، وانتهى الأمر بكوارث الحرب”. وجاء هذا التذكير كرسالة تحذيرية موجهة إلى المجتمع الدرزي في سوريا لتجنّب الانخراط في مشاريع خارجية قد تُغرق المنطقة في مزيد من العنف والتمزق.
وفي السياق ذاته، أكد جنبلاط استمرار اتصالاته مع السلطات السورية، وتحديدًا مع وزيري الخارجية والداخلية، أسعد الشيباني وأنس خطاب، من أجل تهدئة الأوضاع وتخفيف الاحتقان، مشيرًا إلى أهمية فتح حوار واسع يجمع الدولة مع مختلف الفاعليات الاجتماعية والدينية في السويداء.
وأضاف: “يجب أن نفوّت الفرصة على بعض ضعفاء النفوس، وعلينا فتح حوار عريض مع الفاعليات في السويداء”، في دعوة صريحة إلى اعتماد لغة الحوار بدل التشنج والانقسام، وإلى الحفاظ على وحدة الصف الوطني داخل المحافظة.
تصريحات وليد جنبلاط تأتي في وقت تشهد فيه السويداء موجة من الاحتجاجات المطالِبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية، وسط خشية من انزلاق الحراك إلى مسارات أمنية معقدة، خاصة في ظل دخول أطراف خارجية على خط الأزمة، ومحاولات البعض تضخيم الطابع الطائفي للحراك.
ويُعرف جنبلاط بمواقفه المعتدلة ومساعيه المتكررة لتجنيب طائفة الموحدين الدروز ويلات الصراعات، سواء في لبنان أو سوريا، كما أنه لطالما حرص على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع دمشق، رغم تباين المواقف السياسية في بعض المحطات.
ويرى مراقبون أن هذه الرسائل السياسية تحمل أبعادًا استراتيجية، خاصة أنها تأتي من شخصية درزية وازنة إقليميًا، يُنظر إليها كممثل مرجعي للطائفة، ما يُكسب تصريحاته وزنًا في تهدئة الخطاب، ومنع تغذية الفوضى في منطقة تعاني أصلًا من هشاشة أمنية واقتصادية.
وبين التحذير من “شعارات الحماية” التي ترفعها إسرائيل، والدعوة إلى الانخراط في حوار وطني شامل، وضع وليد جنبلاط خارطة طريق واضحة قد تُساهم في احتواء الوضع المتأزم في الجنوب السوري، وحماية المجتمع الدرزي من الانجرار نحو خيارات باهظة الكلفة.