في تصعيد جديد .. الصين ترفع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية

في خطوة جديدة من شأنها أن تزيد من حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أعلنت بكين اليوم عن رفع الرسوم الجمركية على مجموعة من السلع الأمريكية بنسبة 41%، لتصل إلى 125%. هذا القرار يأتي كإجراء انتقامي مباشر على ما وصفته الحكومة الصينية بـ”السياسات التجارية العدائية” التي تنتهجها واشنطن ضد الاقتصاد الصيني.

القرار الذي أعلنته وزارة التجارة الصينية يدخل حيّز التنفيذ بشكل فوري، ويشمل سلعًا استراتيجية مثل المنتجات الزراعية، السيارات، والرقائق الإلكترونية، وهي قطاعات تمثل نسبة كبيرة من صادرات الولايات المتحدة إلى السوق الصينية. وقال البيان الرسمي إن الصين “لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التصعيد الأمريكي المتواصل، وستتخذ ما يلزم لحماية مصالحها الاقتصادية والسيادية”.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام فقط من إعلان الولايات المتحدة عن فرض رسوم جمركية إضافية على واردات صينية بقيمة 60 مليار دولار، بحجة حماية الصناعة الأمريكية من ما تعتبره ممارسات تجارية غير عادلة وانتهاكات مستمرة لحقوق الملكية الفكرية. ورد الصين السريع والمباشر يعكس مدى احتدام الصراع الاقتصادي بين البلدين، ويؤكد أن العلاقات الثنائية في مسار تصادمي قد يمتد تأثيره إلى الاقتصاد العالمي برمّته.

في الأثناء، شهدت الأسواق المالية تراجعًا ملحوظًا عقب الإعلان، حيث هبطت مؤشرات البورصة في كل من آسيا وأوروبا، في ظل قلق المستثمرين من تداعيات هذا التصعيد على سلاسل الإمداد الدولية وأسعار المواد الأساسية. كما دعت منظمة التجارة العالمية الطرفين إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار، محذّرة من أن الإجراءات الحمائية لن تؤدي سوى إلى تفاقم الوضع الاقتصادي العالمي المتأزم أصلًا.

ويرى محللون اقتصاديون أن الخطوة الصينية قد تكون ورقة ضغط استراتيجية تهدف إلى جرّ واشنطن إلى طاولة مفاوضات بشروط مختلفة، إلا أن تأثيراتها على المدى القريب ستكون واضحة، سواء على الشركات الأمريكية التي تعتمد على السوق الصينية، أو على المستهلك الصيني الذي قد يواجه ارتفاعًا في أسعار بعض المنتجات. وبينما تترقب الأوساط الاقتصادية الرد الأمريكي المحتمل، يبقى مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين مفتوحًا على كل الاحتمالات.