تأجيل التصويت على مشروع القرار الأمريكي حول الصحراء الغربية بعد إدخال تعديلات جوهرية على النص

قرّر مجلس الأمن الدولي، مساء اليوم الخميس، تأجيل جلسة التصويت حول مشروع القرار الأمريكي المتعلق بقضية الصحراء الغربية إلى يوم الجمعة، بعد استمرار المشاورات المكثفة بين أعضاء المجلس حول النسخة الثالثة المعدلة من المشروع، والتي حملت تغييرات جوهرية في المضمون والموقف.

وبحسب مصادر دبلوماسية من داخل الأمم المتحدة، فقد قامت البعثة الأمريكية بتوزيع نسخة ثالثة من مشروع القرار، تضمنت تعديلات مهمة تمس جوهر النص وموقف المنظمة الأممية من النزاع القائم، إذ تم تجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لمدة 12 شهراً كاملة بدل ثلاثة أشهر، في خطوة اعتبرها مراقبون تأكيداً على استقرار مهمة البعثة ودحضاً لكل محاولات التشكيك في جدوى استمرارها.

كما تم إسقاط أي إشارة لاحتمال إنهاء مهمة المينورسو أو تعديل ولايتها، ما يعيد التأكيد على مركزها كآلية أساسية لتنظيم الاستفتاء وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير. وقد ورد هذا الحق بوضوح وصراحة في النسخة الجديدة مرتين، مع التشديد على أن ممارسته تكون وفق القانون الدولي ومبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة.

وتعتبر هذه التعديلات تحولاً مهماً في مقاربة مجلس الأمن لقضية الصحراء الغربية، إذ أسقط مشروع القرار المعدل جميع التوصيفات التي كانت تمنح لخطة الحكم الذاتي المغربية مكانة “الأساس الوحيد” للمفاوضات، حيث لم تعد الخطة توصف بأنها الحل الوحيد الممكن للنزاع. وبهذا، يفتح المشروع الباب أمام الطرفين، خاصة جبهة البوليساريو، لتقديم مقترحات وأفكار جديدة في إطار البحث عن تسوية نهائية خارج نطاق الحكم الذاتي.

كما أكد نص المشروع المعدل على المكانة القانونية للشعب الصحراوي وممثله الشرعي جبهة البوليساريو، داحضاً بذلك المحاولات المغربية الرامية إلى تقليص هذه المكانة أو الالتفاف عليها.

وتتواصل المفاوضات بين أعضاء مجلس الأمن إلى غاية اللحظات الأخيرة من أجل التوصل إلى صيغة توافقية نهائية لمشروع القرار، بما يعيد القضية إلى إطارها الأصلي كقضية تصفية استعمار، ويؤكد مسؤولية المجتمع الدولي في تمكين الشعب الصحراوي من حقه المشروع في تقرير مصيره.

ويُنتظر أن يشهد التصويت المرتقب يوم الجمعة اهتماماً دولياً واسعاً، بالنظر إلى حساسية الملف ودلالات التحول في الموقف الأممي تجاه أحد أقدم النزاعات الإفريقية التي لا تزال تنتظر حلاً عادلاً ودائماً.

عبدالصمد تيطراوي