Truth عربي … عين على الحقيقة

الرئيسية - المقالات - كوليت زيتنيكي: “غزو الجزائر كان حربًا حقيقية مصحوبة بمجازر”

كوليت زيتنيكي: “غزو الجزائر كان حربًا حقيقية مصحوبة بمجازر”

كوليت زيتنيكي: “غزو الجزائر كان حربًا حقيقية مصحوبة بمجازر”
بواسطة رئيس التحرير : عبدالصمد تيطراوي
22 Mar 2025
صحافة استقصائية

 

كانت عمليات النهب والتخريب وأعمال العنف واسعة النطاق شائعة خلال المراحل الأولى من الاستعمار الفرنسي في الجزائر، مما أثار في ذلك الوقت العديد من الاحتجاجات، مثلما أشار إليه المؤرخة كوليت زيتنيكي.

وقد أثارت تصريحات الصحفي جان ميشيل أباتي، التي قارن فيها المجازر التي ارتكبها الفرنسيون في الجزائر بتلك التي نفذها الألمان في أورادور سور غلان (Haute-Vienne)، جدلًا واسعًا في الصحافة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. لكن هذه الضجة الإعلامية قد تكون فرصة لإعادة النظر في السنوات الأولى من الاستعمار الفرنسي في الجزائر. 

والنتيجة واضحة: الغزو، الذي استمر لأكثر من عشرين عامًا بدءًا من عام 1830، كان حربًا حقيقية بكل ما تحمله من مجازر ودمار. كان كل ذلك معروفًا تمامًا في زمانه، بل وكان مبررًا علنًا من قبل من ارتكبوه. كما أنه واجه انتقادات حادة من جزء من الرأي العام الفرنسي.

بدأ الغزو الفرنسي في يوليو 1830 مع احتلال الجزائر العاصمة، لكنه لم يأخذ طابع الحرب الشاملة إلا خلال العقد التالي، مع تصاعد المقاومة بقيادة الأمير عبد القادر (1808-1883) والتفاف القبائل الجزائرية حوله، كما توضح المؤرخة كوليت زيتنيكي، الأستاذة الفخرية بجامعة جان جوريس في تولوز.

اتبع الفرنسيون حربًا وحشية بشكل خاص، مبررين ذلك بالمقاومة العنيفة التي واجهوها، وقد استندت هذه السياسة إلى عدة أساليب، من بينها التدمير المنهجي للموارد الغذائية للسكان المحليين، والاستيلاء على الأراضي. تم إحراق مئات القرى، وإفراغ أو إحراق صوامع الحبوب، واقتلاع الأشجار المثمرة.

“في مواجهة الانتقادات، التي لم تستهدف الاستعمار نفسه بل الأساليب المستخدمة من قبل الجيش، برر بوجو الوسائل التي استخدمها ضباطه.”

لم تكن هذه الممارسات خفية، بل كانت موضوع نقاش واسع في الصحف والبرلمان الفرنسي آنذاك. حيث نددت صحيفة Le Constitutionnel بهذه الجرائم ووصفتها بأنها “سابقة لم تُسجَّل في تاريخنا العسكري”، بينما وصفتها Journal des débats بأنها “واقعة مشينة ومروعة”.

وكان لهذه السياسة الوحشية آثار مدمرة؛ فقد تم تهجير العديد من القبائل، وتم اقتلاعها من بيئتها الطبيعية، مما أدى إلى إفقارها الشديد.

يقدر المؤرخون أن الغزو الفرنسي تسبب في مقتل حوالي 800 ألف شخص من إجمالي سكان الجزائر، الذين بلغ عددهم حينها نحو 3 ملايين أو أكثر.

آخر الأخبار :