يعتبر تدخين الشيشة ظاهرة متزايدة في المجتمعات العربية والعالمية، حيث يعتقد الكثيرون خطأً أنها أقل ضررًا من تدخين السجائر. غير أن الأبحاث الطبية تؤكد أن تدخين الشيشة ليس فقط مسببًا لأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب، بل يشكل أيضًا بيئة خصبة لانتقال العدوى، وعلى رأسها مرض السل.

الشيشة.. وسيلة لنقل العدوى

يُعد مرض السل من الأمراض المعدية التي تنتقل عبر الهواء عندما يسعل أو يعطس الشخص المصاب. وبالنظر إلى طبيعة تدخين الشيشة، التي تعتمد على مشاركة الخرطوم بين عدة أشخاص في بيئة مغلقة أحيانًا، فإن احتمالات انتقال العدوى تزداد بشكل كبير. كما أن الرطوبة والحرارة داخل خرطوم الشيشة توفر بيئة مناسبة لنمو البكتيريا والفيروسات، مما يجعلها وسيلة فعالة لنقل الأمراض.

دراسات تحذر من خطورة الشيشة على الصحة العامة

وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن تدخين الشيشة لا يقل خطورة عن تدخين السجائر، حيث يحتوي دخانها على مستويات عالية من المواد السامة والمسرطنة. كما أظهرت دراسات طبية أن المدخنين المنتظمين للشيشة أكثر عرضة للإصابة بالسل مقارنة بغير المدخنين، نظرًا لما تسببه من ضعف في الجهاز المناعي والتهاب مزمن في الرئتين، مما يزيد من قابلية العدوى بالبكتيريا المسببة للسل.

جهود مكافحة انتشار العدوى

في العديد من الدول، بدأت السلطات الصحية بتشديد الإجراءات المتعلقة بمقاهي الشيشة، من خلال فرض قيود على مشاركة الخراطيم أو استخدام الشيشة ذات الاستخدام الواحد، إلى جانب تكثيف حملات التوعية حول مخاطر التدخين السلبي والإيجابي.

ولا شك أن تدخين الشيشة ليس مجرد عادة اجتماعية، بل هو سلوك محفوف بالمخاطر الصحية التي تتجاوز الضرر الفردي إلى خطر مجتمعي يتمثل في انتشار الأمراض المعدية، وعلى رأسها السل. وعليه، فإن التوعية بمخاطرها واتخاذ الإجراءات الوقائية أمر ضروري لحماية الصحة العامة، خاصة في ظل تزايد انتشار هذا الوباء في بعض المجتمعات