الجيش المالي ينفي و"رويترز" تسحب الخبر

شهدت الساعات الماضية ارتباكاً إعلامياً واسعاً عقب تداول خبر يفيد بمقتل 149 جندياً مالياً في هجمات منسّقة نُسبت إلى جماعة موالية لتنظيم القاعدة. غير أنّ وكالة «رويترز» سحبت التنبيه والخبر اللذين انتشرا صباح اليوم الأربعاء 20 أوت 2025، مؤكدة أن المعلومة استندت إلى بيان صحفي مزيّف نُسب زوراً للمؤسسة العسكرية في مالي.  

وفي الوقت الذي انتشرت فيه الأنباء المغلوطة، نشرت منصات رسمية للجيش المالي (فاما) تنبيهات عن «هجمات متزامنة» استهدفت، فجر 19 أوت، مواقع عسكرية في فارابوغو وبيريكي-ويري قرابة الساعة 05:20، من دون أن تعلن أية حصيلة تقارب ما جرى تداوله. وأكدت القيادة أنّ التفاصيل تُنشر عبر القنوات الرسمية فقط، محذّرة من بيانات مزورة يجري تداولها على الشبكات الاجتماعية.    

وتأتي هذه الضجة الإعلامية في سياق تشهده منطقة الساحل من تصاعد للهجمات ونشاط الجماعات المسلحة، وعلى رأسها «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» المرتبطة بالقاعدة، ما يفاقم تعقيدات المشهد الأمني في مالي والدول المجاورة. وقد سجّلت تقارير بحثية مستقلة اتساع رقعة العنف خلال العام الجاري، مع تغيّر خرائط الانتشار والضغط على مراكز السكان.   

ويشير مراقبون إلى أن استهداف الرأي العام ببيانات مزيفة بات جزءاً من تكتيكات الحرب الدعائية، ما يفرض على وسائل الإعلام والجمهور تحرّي المصادر الرسمية والموثوقة قبل النشر والتداول. وفي الحالة الراهنة، شكّل سحب «رويترز» للخبر وتصويبها الفوري للمعلومة مؤشراً واضحاً على ضرورة التثبّت من صحة البيانات المنسوبة للمؤسسات العسكرية، في ظل بيئة أمنية وإعلامية بالغة الهشاشة.  

خلاصة: لا توجد، حتى ساعة إعداد هذا المقال، تأكيدات رسمية من الجيش المالي لحصيلة «149 قتيلاً» التي جرى تداولها. البيانات المعتمدة من قنوات الجيش تشير إلى هجمات متزامنة، وتحذّر من البلاغات المزوّرة، فيما سحبت «رويترز» روايتها الأولية بعد التحقق من زيف المصدر.