غارات مكثفة وسقوط عشرات الشهداء في غزة

شهد قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة تصعيدًا عسكريًا خطيرًا غير مسبوق، حيث كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية والبرية على مختلف مناطق القطاع، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وسط دمار واسع طال المنازل والبنى التحتية. وقد أفادت مصادر طبية بسقوط أكثر من 60 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، خلال الساعات الماضية فقط، في وقت لا تزال فيه فرق الإسعاف تحاول انتشال الضحايا من تحت الأنقاض وسط ظروف إنسانية صعبة.

الهجمات الإسرائيلية طالت أيضًا منشآت مدنية، من بينها مراكز إيواء تابعة للأمم المتحدة، حيث أسفرت إحدى الغارات عن مقتل 19 شخصًا، بينهم 9 أطفال، في اعتداء أثار موجة استنكار دولي، خاصة أنه يمثل انتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني. وتحدث شهود عيان عن لحظات مرعبة عاشها سكان القطاع خلال الغارات، حيث استهدفت المنازل دون سابق إنذار، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين.

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس توسيع العمليات البرية جنوب قطاع غزة، ودعا السكان إلى معارضة حركة حماس، متوعدًا بـ”حسم المعركة”. وترافق ذلك مع صدور أوامر بإخلاء ما يزيد عن 140 ألف فلسطيني من منازلهم، في أكبر عملية تهجير تشهدها غزة منذ انهيار الهدنة الأخيرة في 18 مارس الماضي. ويخشى مراقبون من أن يكون هذا التهجير مقدمة لتنفيذ مخططات تتعلق بتغيير ديمغرافي أو بسط سيطرة عسكرية دائمة على أجزاء من القطاع.

في المقابل، أعربت دولة قطر عن قلقها الشديد إزاء هذا التصعيد المتسارع، ودعت إلى ضرورة ضبط النفس ووقف فوري لإطلاق النار. كما حمّلت وزارة الخارجية القطرية إسرائيل مسؤولية الانفجار الأخير في الأوضاع نتيجة انتهاكاتها المستمرة لحقوق الشعب الفلسطيني. ويأتي هذا الموقف ضمن سلسلة من التحركات الدبلوماسية التي تهدف إلى إعادة التهدئة وتفادي كارثة إنسانية جديدة.

وبعد انهيار الجولة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي كانت تنص على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع، يبدو أن فرص العودة إلى طاولة المفاوضات باتت ضئيلة في ظل استمرار الغارات وتصعيد العمليات العسكرية. ويرى محللون أن الوضع في غزة بات ينذر بانفجار أوسع إذا لم تتحرك القوى الدولية بشكل عاجل لوقف العدوان وضمان حماية المدنيين، في ظل تعثر الجهود السياسية وتزايد المآسي الإنسانية.