تحالف استراتيجي بين الصين وروسيا وإيران يوجّه رسائل واضحة ضد السياسات الأحادية

14 Mar 2025
استضافت العاصمة الصينية بكين، اليوم الجمعة، اجتماعًا ثلاثيًا هامًا جمع مسؤولين كبارًا من الصين وروسيا وإيران في تطور يعكس تحولًا استراتيجيًا في المشهد السياسي العالم.
وأسفر الاجتماع عن بيان مشترك أكدت فيه الدول الثلاث التزامها بتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي، ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية بروح من التنسيق المشترك.
وقد تصدرت القضية النووية الإيرانية جدول أعمال الاجتماع، حيث شددت الأطراف المشاركة على أهمية تنفيذ الاتفاقيات الدولية ذات الصلة، ودعت إلى رفع العقوبات الأحادية التي اعتبروها غير قانونية وتعيق التنمية الاقتصادية لإيران.
وأكدت الصين وروسيا دعمهما لطهران في حقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، في إطار الالتزام بمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي هذا السياق، قال نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي:
“إيران ملتزمة بالاتفاقيات الدولية، لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الضغوط غير المبررة التي تعيق تطورها الاقتصادي والعلمي.”
الاجتماع لم يكن مجرد لقاء دبلوماسي، بل حمل رسائل سياسية واضحة ضد السياسات الأحادية التي تنتهجها بعض القوى العالمية، في إشارة ضمنية إلى الولايات المتحدة وحلفائها. فقد شددت الدول الثلاث على ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، معتبرة أن العقوبات المفروضة على بعض الدول تتعارض مع مبادئ القانون الدولي.
وفي هذا السياق، أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن:
“العالم لم يعد أحادي القطب، وهناك قوى جديدة تساهم في تشكيل نظام دولي أكثر توازنًا وعدالة.”
كما ركز الاجتماع إلى جانب الملفات السياسية على تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث حيث ناقشت الأطراف إمكانية توسيع الشراكات في مجالات الطاقة، والبنية التحتية، والتكنولوجيا المتقدمة، مما يعكس رغبة الدول الثلاث في تقليل الاعتماد على الأسواق الغربية وتنويع مصادر التعاون الاقتصادي.
وأشار نائب وزير الخارجية الصيني تشاو شو في هذا الصدد إلى أن:
“التعاون الاقتصادي بين الصين وروسيا وإيران يشكل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المشتركة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.”
تداعيات الاجتماع على الساحة الدولية
يحمل اجتماع بكين أبعادًا استراتيجية قد تؤثر على توازنات القوى العالمية، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بين المعسكر الغربي وهذا التحالف الناشئ. فقد بات واضحًا أن التنسيق بين الصين وروسيا وإيران يتجاوز القضايا الإقليمية، ليشكل محورًا سياسيًا واقتصاديًا جديدًا قد يعيد رسم المشهد الدولي في السنوات القادمة.