الاستخبارات الألمانية تعيد الجدل إلى الواجهة بخصوص حقيقة تسرب فيروس كورونا من مختبر

13 Mar 2025
بعد مرور خمس سنوات على بداية جائحة كورونا، عاد الجدل من جديد حول أصل الفيروس، مع ورود تقارير إعلامية تفيد بأن ديوان المستشارية الألمانية كلف علماء بتحليل الأدلة التي قدمها جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني (BND)، والتي تشير إلى احتمال نشوء الفيروس في مختبر بمدينة ووهان الصينية.
مؤشرات استخباراتية تدعم “نظرية المختبر”
وفقًا لما نشرته صحيفة نويه تسوريشر تسايتونغ السويسرية الناطقة بالألمانية، فإن جهاز الاستخبارات الألماني توصل إلى “مؤشرات معقولة” تدعم فرضية أن فيروس سارس-كوف-2 قد يكون قد نشأ نتيجة تسرب غير مقصود من معهد ووهان لعلم الفيروسات، حيث تُجرى أبحاث مكثفة على فيروسات كورونا.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المؤشرات كانت قيد التقييم من قبل مجموعة من العلماء الذين اجتمعوا خلال الأشهر الماضية، إلا أن نتائج تقييمهم لم تُعلن بشكل رسمي حتى الآن. وتشير بعض المصادر إلى أن عدداً من الخبراء أصبحوا أكثر ميلاً لترجيح فرضية “الخطأ البشري”، لكن دون التوصل إلى إجماع علمي قاطع.
صراع النظريتين: منشأ طبيعي أم تسرب مخبري؟
منذ ظهور الجائحة، انقسم الباحثون بين نظريتين رئيسيتين حول منشأ الفيروس:
• النظرية الطبيعية: تفترض أن الفيروس انتقل إلى البشر عبر وسيط حيواني، كما حدث مع فيروس سارس في 2002-2003.
• نظرية المختبر: تعتقد أن الفيروس قد يكون قد تسرب عن طريق الخطأ من مختبر في ووهان أثناء إجراء أبحاث على فيروسات مماثلة.
على الرغم من أن منظمة الصحة العالمية سبق أن استبعدت بشكل كبير فرضية “التسرب المخبري” بعد تحقيقها في الصين، فإن بعض أجهزة الاستخبارات، بما في ذلك وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، قامت في السنوات الأخيرة بإعادة تقييم موقفها.
تحولات في الموقف الأمريكي بشأن أصل الفيروس
في يناير الماضي، وبعد تعيين جون راتكليف مديرًا جديدًا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قامت الوكالة بتغيير تقييمها السابق بشأن منشأ الفيروس، معتبرة أن فرضية التسرب المخبري أصبحت أكثر ترجيحًا مقارنة بفرضية المنشأ الطبيعي، بناءً على البيانات المتاحة.
إلا أن الاستخبارات الأمريكية أكدت أن درجة عدم اليقين لا تزال مرتفعة، وأن التحقيقات في هذا الشأن مستمرة.
الصين ترفض الاتهامات
من جهتها، رفضت بكين مجددًا الاتهامات الغربية، واعتبرت أن إعادة إحياء فرضية “التسرب المخبري” محاولة لتشويه صورتها على الساحة الدولية.
وكان فريق محققين تابع لمنظمة الصحة العالمية قد زار الصين في وقت سابق، وخلص إلى أن تسرب الفيروس من معمل في ووهان “غير مرجح للغاية”، مما عزز الرواية الرسمية الصينية بأن الفيروس نشأ طبيعيًا وانتقل إلى البشر عبر الحيوانات.
حكومة ألمانيا: لا تعليق رسمي حتى الآن
وفي ألمانيا، أكدت كريستيانه هوفمان، نائبة المتحدث باسم الحكومة، أن السلطات على علم بالتقارير الإعلامية لكنها لا تستطيع التعليق على نتائج عمل الاستخبارات، مشيرة إلى أن اللجان البرلمانية المختصة تُخطر بشكل سري بمثل هذه القضايا.
خاتمة: الحقيقة لا تزال غامضة
بعد خمس سنوات على ظهور الجائحة، لا يزال الجدل حول منشأ فيروس كورونا مستمرًا دون إجابة قاطعة. وبينما تدفع بعض أجهزة الاستخبارات باتجاه نظرية التسرب المخبري، لا تزال الأوساط العلمية منقسمة، مع غياب أدلة دامغة تحسم الجدل بشكل نهائي.
في ظل هذا المشهد، يبدو أن الجدل حول أصل الفيروس سيظل قائمًا، ما لم تظهر أدلة علمية قاطعة تنهي هذا النقاش المتجدد.